
.يقدم السفير مانويل بيسلر كلمته الافتتاحية في
منتدى المعايير الإنسانية بجينيف. الصورة لموراي غرارد/ الشراكة العالمية للمساءلة الإنسانية.
إذ شارك الحاضرون في حوار يتطرق لإطار نشاط مبادرة المعايير المشتركة- مشروع
المعايير ويتحدث عموما عن مساعدة الناشطين على تقديم
استجابة ذات مسؤولية وفاعلية أكبر وأكثر ملائمة للأشخاص المتضررين من الكوارث
والنزاعات وذلك من خلال تنسيق أكثر للمعايير.
وذكر السفير مانويل بيسلر وهو أيضا رئيس قسم
المساعدات الإنسانية في الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والتي قامت باحتضان
هذا المنتدى أن “الجودة تعد أكبر هاجس في الجهود الإنسانية اليوم” كما
أكد على أهمية الشمولية في المعايير الإنسانية ليردف قائلا بأن “الأمر لا
يتعلق بالتحكم أو فرض المعايير ولكن بتوحيد مختلف الصفوف من أجل تحسين الجودة التي
تجعلنا أكثر مسؤولية في المقام الأول أمام المنتفعين”.
سيعمل مشروع المعايير على مدى 18 الاشهر المقبلة
على جلب أكثر أطراف (كالنشطاء العالميين في الجنوب والسكان المتضررين إضافة إلى مبادرات
أخرى للمعايير والجودة والمساءلة والوكالات الإنسانية للأمم المتحدة إلى آخره) وذلك
برئاسة الشراكة العالمية للمساءلة الإنسانية ومنظمة أناس في المعونة ومشروع اسفير.
ويقول السيد إيريك جونسون، رئيس مجلس إدارة مشروع
اسفير في كلمته الافتتاحية أن “ليس لدينا خيار غير الانخراط” كما يضيف
بأن “تقديم الأفضل هي مسؤولية الجميع” ودعا المشاركين في المنتدى
للانضمام وتولي المرحلة القادمة من هذا المسار”.
كما يقول السيد نيل كاسي وهو رئيس مجلس سابق
لمنظمة أناس في المعونة بأن “المبادئ الإنسانية ستكون في قلب هذا المشروع وهو
أمر محتوم”، إذ شدد على ضرورة الحفاظ على مطمح الوصول لأهداف هذا المسار ودعى
المشاركين في المنتدى إلى عقد ثلاث مبادرات حول المساءلة.
سيكون لمشروع المعايير 4 مسارات عمل:
سيعمل المشروع بالتعاون مع الآخرين لتصميم هيكل
جديد للمعايير محوره المبادئ الإنسانية مما سيسهل على العاملين في المجال
الإنساني عملية التنقل بين مختلف المعايير واستخدامها بطريقة متكاملة.
وسيتم وضع معيار أساسي قابل للاعتماد يسير
الاستخدام والفهم يضم نقاطا مرجعية ومؤشرات واضحة. ويهدف هذا الأخير إلى دعم
المعايير التقنية وغيرها الحالية منها والمستقبلية والتي تنطبق على المساعدات
الإنسانية.
واستنادا إلى الأبعاد المشتركة بين الشراكة
العالمية للمساءلة الإنسانية ومنظمة أناس في المعونة ومعايير اسفير فإنه سيتم
تطبيق المعيار الأساسي المشترك على المستوى التنظيمي مما يعمل على خلق عاملين في
المجال الإنساني أكثر مسؤولية وفاعلية.
كما سيتم تطوير أنشطة توعية ودعم متناسقة
على المستوى الوطني ذلك وبهدف انتشار ناجع للمعيار الأساسي المشترك.
وتكمن الرسالة الأساسية لهذا المنتدى في أهمية اعتماد هذه
المعايير إذ سيتم
وضع توجيهات واضحة بخصوص الأساليب والأدوات المستخدمة في التحقق وذلك بهدف مساعدة
العاملين في المجال الإنساني على فهم أعمق لكيفية التقييم والتحقق من المعايير
عموما والمعايير الأساسية المشتركة على وجه الخصوص.
بينما يواصل مشروع اسفير تعزيز التبني لهذه
المعايير تطوعا، سيستثمر كل من الشراكة العالمية للمساءلة الإنسانية ومنظمة أناس
في المعونة جهودهم في تطوير أدوات التحقق وآلياته الداخلية والخارجية إضافة إلى
العمل على الربط مع اللجنة التوجيهية للاستجابة الإنسانية ومراجعة هذه المصادقة.
تبادل المشاركون أثناء المنتدى مداخلات عديدة فيما
بينهم وناقشوا مسارات العمل الأربعة المقترحة فضلا عن قضايا أخرى رئيسية مثل دور المتطوعين
وكيفية إدماج جهات فاعلة أخرى في هذه العملية.
كما حذر المشاركون من ضرورة عدم جعل مشروع
المعايير هذا مجرد مبادرة إضافية أو مجرد طبقة جديدة تضاف إلى البنيان الحالي
للمعايير بل يجب المحافظة على القوة الدافعة لهذا النشاط و”إحراز نتائج متواصلة على مدى هذا المسار”
وفي كلمته الختامية رحب الدكتور بيتر ولكر وهو
المشرف على هذا المنتدى بردود الأفعال “الناقدة ولكن بناءة” التي وردت من
قبل المشاركين وأردف قائلا “أنا كنت أصغي جيدا إليكم وأنتم تقولون نريد أن
يكلل هذا المشروع بالنجاح” وسلط الضوء على أهمية “ردود أفعال العملاء
للمضي قدما في هذا المسار. وأضاف بأن “التحدي سيكون مثيرا خلال الأشهر
القليلة القادمة لنبرهن مدى فهمنا لحاجيات المنتفعين الأساسيين لهذا المشروع”
مثل منتدى المعايير الإنسانية ختام مبادرة المعايير المشتركة التي ابتدأت
سنة 2012 والتي احتوت على مشاورات
عالمية مكثفة ونقاشات وقرارات حول تناسق المعايير ويحرص المشروع على وضع هذه المشاورات
قيد التنفيذ وسيستمر التعاون في هذا الصدد بين الشراكة العالمية للمساءلة
الإنسانية ومنظمة أناس في المعونة بالإضافة إلى مشروع اسفير.